آخـر الـنـبـض

الجمعة، 1 يناير 2016

جمرٌ وماء


يَا غائِبًا والحَنَايَا مَهْدُه...
مَاذا يُحادِي هَوانا حِينَ شَاءْ!



أقْدَارُنَا مِنْ نَسِيِجٍ عَاكِفٍ
والنُّورُ مِنْها مَواقِيتُ الرَّجَاءْ



نَهْرٌ تَمَادَى يُجَاري نَبْضَنَا
فِي هدْرَةٍ كيْفمَا جِئْنَا فجَاءْ



زدْ في أدِيمِ اللّيَالِي جَفْوةً
لا لَنْ تُجَافِي عَنَاقِيدَ الوَفَاءْ



كلُّ المَرايَا سِتَارٌ عَابِسٌ
كَانَتْ تُفادِي فَرَاغًا إنْ أفَاءْ



يا أيُّها الذّي يُحاكِي غَيْمَه
مِثْل الغُرُوْبِ ارْتَدَى عُذْرًا ونَاءْ



ذَرْنِي حَنِينًا يُناجِي قِبلةً
ذَرْنِي دعاءً خَلِيلاً والسَّماءْ



هذا ال يُبَاري حَفيفَاً زَهْرُهُ
رُوْحٌ تسَامتْ كنَجْمٍ في بَهاءْ



في أربَعٍ جَاء نُورَاً ظِلّهُ
فِيهِ خَبَايَا ووَجْهٌ مِنْ شِتَاءْ



ألْـفَيْتُهُ لَوْنَ بَحـْرٍ مَائِجٍ
أُوْغِلْتُ في طَيِّه حدَّ الفَنَاءْ



عَهْدٌ وحُلْمٌ يُهَادِي صَبْوَتِي
طَافَتْ بـ أضْلاعِه عيْنُ اللِّقَاء



فاسْعَدْ فَسِيحًا أيَا وزْرِي الشَّهي
وافْتَحْ لـ صَمْتِي حُدُودًا.. كُنْ نِدَاءْ



حَسْبِي صَلِيلٌ يُنَادِي يا أنَا
لَسْتُ سِرًا إنّنِي جَمْرٌ و مَاءْ



إنّي وِدادٌ رَهِيفٌ.. رُبَّمَا
إنّي مِدادٌ لـ غَيْثٍ قَدْ أنَاء



فاسْدِلْ سَلامًا يُوازي حُرْقَتِي
وازْرَعْ نوَاصِي يُوَالِيهَا غِناءْ



شَاختْ دُرُوبُ الهَوا في بَغْتَةٍ
حيِنَ النَّوى مَجَّ قَبْضَةً منْ خَواءْ



غَيْمٌ يُسَيْلُ الحَكايَا في دَمِي
حَتَّى تَعَالى إلَى سَقْفِي البُكَاءْ



فَارْحَمْ عَزِيزًا يَوَارِي جُرْحَه
صَلّى بِنَارِ الجَوَى شَطْرَ المَسَاءْ